بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الله تعالى جعل المسلمين كالبناء المرصوص يشد بعضه بعضا يسعد اولهم بخير اخرهم ويتألم الواحد منهم لاام اخيه فهم بهذا كالجسد الواحد .
وقد اوجب الله تعالى على المسلمين ان ينظر كل منهم في حال اخيه فاذا راه بحاجة الى العون سارع لتقديمه ما استطاع الى ذلك وهو بهذا يتالم اذا أحس بأن اخاً له في الله يشكو الفاقة والحرمان
فالاحساس بالالم هو الحافز الباعث لتقديم العون وهو ما يسمى بالتراحم وصلة الاقربين فمن وجد شخصا يرتجف من البرد عليه اسمال بالية وقد وقف في قارعة الطريق يطلب مساعدة الاخرين له عند ذلك نجد ان النفس البشرية تتالم لحال هذا البائس فالمؤمن الذي وفقه الله تعالى للخير يسارع بدافع العطف والرحمة الى تقديم المساعدة التي يتمكن من تقديمها .
ان الرحمة عند الانسان ناتجة عن الم يعقبه عمل خيري وبهذا تتوثق الصلة بين افراد الناس ويعيشون سعداء بينهم تظللهم المحبة برايتها ويكون الايثار بينهم ومرضاة الله تعالى رائدهم في كل حين وتلك سنة الله في خلقه.
هذه هي الرحمة عند بني البشر اما رحمة الله تعالى فهي صفة تليق بذاته وهو منزه سبحانه وتعالى عن اوصاف البشر .
واقتضت حكمته تعالى ان ينشر رحمته على عباده وفي ذلك وجوه عديدة.
فمن رحمته تعالى بالبشر انه ارسل اليهم رسولا كريما بالهدى ودين الحق ليخرجهم من الظلمات الى النور
{ وما ارسلناك الا رحمة للعالمين}.
فجاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بدين ارتضاه الله تعالى للناس جميعا ليسعدوا به وفي ذلك منتهى الرحمة بهم
فرحمته وسعت كل شئ
الحمد لله رب العالمين